لم يكن مرسلا إليهم ما دعا عليهم، وبأنه بعد الطوفان كان مرسلا إلى الناجين وهم الأحياء على الأرض، الاستشكال بهذا على أن رسالة نوح عليه السلام كانت عامة لا يتم، لأنه على فرض أنه لم يكن على الأرض حينئذ إلا قومه لا يحقق عموم الرسالة، لأنها مرتبطة بزمانه، بخلاف رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهي قائمة إلى قيام الساعة.
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصيات أخرى غير هذه وردت بها الأحاديث. ذكر منها:
1 - جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، أي في صلاة الجماعة واستقامة الصفوف، والاستدارة حول الكعبة.
2 - أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} وقد جاء الحديث بإجابة هذا الدعاء.
3 - أعطيت جوامع الكلم [قيل هو القرآن الكريم، وقيل كلامه صلى الله عليه وسلم].
4 - ختم بي النبيون، وهو صريح قوله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}
5 - أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، والمقصود به ما فتح الله به على أمته من خيرات الأرض وبركاتها.
وهذه الخصوصيات واردة في صحيح مسلم.
وفي مسند أحمد "وسميت أحمد" و"جعلت أمتي خير الأمم" وعند البزار "وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر". "وأعطيت الكوثر". " وإن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة". وكان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه فأسلم".
قال الحافظ ابن حجر: ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع