القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو وأسهل مؤنة لأنه قد يرمي رأس الكتيبة فينهزم من خلفه أهـ

كما ذكر البخاري هذا الحديث تحت باب نسبة اليمن إلى إسماعيل من كتاب المناقب وأتبعه بقوله منهم أسلم بن أفصى بن حارثة إلخ وقد أفاض الحافظ ابن حجر في هذه المسألة وقال مع الاختصار الشديد نسبة مضر وربيعة إلى إسماعيل متفق عليها وأما اليمن فجماع نسبهم ينتهي إلى قحطان واختلف في نسبه والأكثر أنه من أبناء سام بن نوح وقيل من ولد هود عليه السلام وهو والد العرب المتعربة وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة قال وزعم الزبير بن بكار أن قحطان من ذرية إسماعيل وهو ظاهر قول أبي هريرة في قصة هاجر ثم انتقد الحافظ ابن حجر إشارة البخاري واستدلاله بالحديث على نسبة اليمن إلى إسماعيل فقال وأراد المصنف أن نسب حارثة بن عمرو متصل باليمن وقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بني أسلم بأنهم من بني إسماعيل فدل على أن اليمن من بني إسماعيل وفي هذا الاستدلال نظر لأنه لا يلزم من كون بني أسلم من بني إسماعيل أن يكون جميع من ينسب إلى قحطان من بني إسماعيل ثم نقل عن المهراني أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم لبني أسلم "يا بني إسماعيل" لا يدل على أنهم من ولد إسماعيل من جهة الآباء بل يحتمل أن يكون ذلك لكونهم من بني إسماعيل من جهة الأمهات لأن القحطانية والعدنانية قد اختلطوا بالمصاهرة فالقحطانية من بني إسماعيل من جهة الأمهات أهـ وكلام المهراني مردود لأن قولهم من بني فلان لم يعهد أن يراد به الأمهات بل المعهود به النسب والنسب دائما للآباء وكان الأولى لو أريد به الأمهات أن يقال من بنات فلان

ومعنى هذا أن كون بني أسلم من بني إسماعيل ليس متفقا عليه وعلى القول بأنهم ليسوا من بني إسماعيل يمكن الإجابة عن الإشكال بأن المترامين كانوا من بني أسلم ومن غيرهم من بني إسماعيل والمعنى أنه مر بنفر من أسلم ومن غيرهم وأنه شجع بني إسماعيل على الرمي يرشح هذا الجواب ما ذكره ابن عبد البر في حديث الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015