الطبري عن بعضهم: قال آخرون: شك إبراهيم في القدرة ولا إلى ما حكاه ابن عطية عن بعضهم بأنه دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس ولا إلى قول ابن الجوزي إنما صار أحق من إبراهيم لما عانى من تكذيب قومه وردهم عليه وتعجبهم من أمر البعث فقال أنا أحق أن أسأل ما سأل إبراهيم لعظيم ما جرى لي مع قومي المنكرين لإحياء الموتى ولمعرفتي بتفضيل الله لي ولا إلى أقوال أخرى ليست بشيء
وأما الذي حصل من لوط عليه السلام فقد حكاه القرآن الكريم في الآيات الكريمات (78 - 79 - 80) من سورة هود {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} فظاهر الآية أن لوطا يتحسر على ضعف قوته عن دفعهم ويتحسر على عدم إيوائه إلى ركن شديد وعدم استناده إلى ركن قوي يدفعهم مما يوهم أنه لم يلتجئ إلى الله والحديث يثبت أن لوطا عليه السلام كان يلتجئ إلى ركن شديد فإن كان مراد الحديث بالركن الشديد الله سبحانه وتعالى كان الهدف دفع الإيهام والتوهم أي أنه عليه السلام كان يضمر في نفسه اللجوء إلى الله ويعلن لهم ضعف مساندة عشيرته حيث قيل إن قوم لوط لم يكن فيهم أحد يجتمع معه في نسبه
وإن كان مراد الحديث بالركن الشديد عشيرته كان المعنى أن لوطا عليه السلام كان له في واقع الأمر سند وعشيرة يمكنه أن يأوي إليهم لكنه لم يأو إليهم فعلا وآوى إلى الله ومعنى الآية لو أنني آوي إلى عشيرتي لمنعتكم لكني لا آوي إليها وقيل في الآية أن أو بمعنى بل أي بل آوي إلى ركن شديد سواء أريد به الله تعالى أو عشيرته
وأما ما حدث من يوسف عليه السلام فقد حكاه القرآن الكريم في الآية (50) من سورة يوسف {وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم} فالآية