-[فقه الحديث]-

يتعرض الحديث إلى ثلاث نقاط أساسية صفة الناس في الحشر والآراء في نوعية الحشر المراد والجمع بين الأحاديث الثانية كسوة إبراهيم عليه السلام وسببها ووضع محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لها الثالثة حال من يؤخذون ذات الشمال

أما عن النقطة الأولى فقد قال القرطبي الحشر أربعة حشران في الدنيا وحشران في الآخرة فاللذان في الدنيا أحدهما المذكور في سورة الحشر {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر} والثاني الحشر المذكور في أشراط الساعة الوارد في الحديث ولفظه أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب أي ومن المغرب إلى المشرق أي تجمع الناس من بقاع الأرض الحشر الثالث حشر الأموات من قبورهم بعد البعث جميعا إلى الموقف قال تعالى {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} الرابع حشرهم إلى الجنة أو النار أهـ

وظاهر الحديث أنه في الحشر الثالث وظاهره أن جميع الأموات يخرجون من قبورهم إلى الموقف حفاة عراة مشاة لأن الحفاة لو كانوا راكبين لم يكن لذكر هذا الوصف أثر على أن لفظة مشاة واردة في الحديث الصحيح وهذا الظاهر يتعارض مع حديث البخاري يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم إلى النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا كما يتعارض مع ما أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان عن أبي سعيد أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها

وقد جمع العلماء ورفعوا هذا الإشكال بعدة أجوبة تعتمد على اختلاف أحوال الناس أو على اختلاف الأوقات فذهب بعضهم إلى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015