-[المباحث العربية]-

(إنكم تحشرون) الخطاب للصحابة ومن على شاكلتهم في الإنسانية فالمعنى أن الناس يحشرون كما جاء في البخاري يحشر الناس على ثلاث طرائق والحشر في الأصل مطلق الجمع وإذا أطلق الحشر في عرف الشرع يراد منه الحشر من القبور ما لم يخصه دليل

(حفاة) دون نعال ودون خفاف جمع حاف وحفاة منصوب على الحال وفي رواية لمسلم حفاة مشاة

(عراة) جمع عار أي لا ثياب عليكم

(غرلا) بضم الغين وسكون الراء جمع أغرل وهو الأغلف وزنا ومعنى وهو من بقيت غرلته وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر

(إنا كنا فاعلين) بادئين الخلق فمن السهل إعادته والإعادة أهون من البدء عادة

(يؤخذ بهم ذات الشمال) أي بعيدا عني وعن حوضي إلى جهة النار

(أصحابي أصحابي) أصحابي الثانية تأكيد للأولى والأولى خبر مبتدأ محذوف أي هؤلاء أصحابي فلم أخذ بهم ذات الشمال

(إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم) أي من الوقت الذي فارقتهم فالكلام عن قوم مرتدين حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ماتوا والارتداد على العقب كناية عن الرجوع إلى حالة أولى وهل المراد منها الكفر أو المعاصي؟ سيأتي في فقه الحديث

(كما قال العبد الصالح) الأنبياء كلهم عباد صالحون والمراد هنا عيسى عليه السلام فالألف واللام للعهد والمعهود من قال هذا القول كما حكاه القرآن الكريم

وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم أي رقيبا أراقب أعمالهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر أو مشاهدا لأعمالهم فأسأل عنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015