الناس يحشر بعضهم عاريا وبعضهم كاسيا وبعضهم ماشيا وبعضهم راكبا وهذا الجمع بعيد لأن الخطاب لعموم الناس وأنهم سيكونون حفاة عراة وذهب بعضهم إلى أن الناس جميعا يخرجون من القبور حفاة عراة مشاة ثم تفترق حالهم ويمكن أن يقال إنهم يبعثون في الثياب التي يموتون فيها أو أن هذا حال الشهداء وبعض الخاصة وقد يرتبون ثم تتناثر عنهم ثيابهم وينزلون عن إبلهم ويصلون أرض المحشر حفاة عراة مشاة

وأما عن النقطة الثانية فقد روى البيهقي أول من يكسى إبراهيم حلة من الجنة ويؤتى بكرسي فيطرح عن يمين العرش ويؤتى بي فأكسى حلة لا يقوم لها البشر ويقال إن الحكمة في هذه الخصوصية لإبراهيم أنه ألقي في النار عريانا وقيل لأنه أول من لبس السراويل وقد ثبت لإبراهيم عليه السلام أوليات أخرى منها أنه أول من أكرم الضيف وأول من قص الشارب وأول من اختتن وأول من رأى الشيب

قال الحافظ ابن حجر ولا يلزم من خصوصية إبراهيم عليه السلام بأنه أول من يكسى تفضيله عن نبينا صلى الله عليه وسلم لأن المفضول قد يمتاز بشيء يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة ويمكن أن يقال لا يدخل محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بأن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه

وأما عن النقطة الثالثة فقد قيل عن الذين يؤخذون ذات الشمال إنهم أهل البدع والأهواء في الأزمنة المتعاقبة ورد بأنه لا يقول عن هؤلاء أصحابي أصحابي ويؤكد هذا الرد ما رواه أحمد والطبراني ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني وقال بعضهم يحتمل أن يكونوا أهل الكبائر وأن المراد من الردة الردة عن الاستقامة فيشمل العصاة وهو مردود أيضا إذ لا يليق هذا الوصف بالصحابة فإن كان المراد من بعدهم رد بالرد الأول والأولى حملهم على المنافقين أو على الذين ارتدوا في عهد أبي بكر فقاتلهم حتى قتلهم على كفرهم

-[ويؤخذ من الحديث: ]-

1 - إثبات الحشر وبعض صفاته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015