في قوله تعالى {فإن كن نساء فوق اثنتين} إذ المراد اثنتان فصاعدا ورد هذا بأن الزائد يستقيم الكلام بحذفه كما في الآية أما الحديث فلا يستقيم الكلام بحذف لفظ فوق إذ لا يقال فهو عنده العرش وقيل معناه دون العرش من قبيل قوله {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} قال جمهور المفسرين معناه فما دونها وأقل منها في الصغر فمعنى دون العرش أي تحته وعندي أننا لو قلنا إن العرش يحيط بالسموات والأرض إحاطة قشر البيضة بالبيضة كان ما في داخله من مخلوقات يصلح أن يقال عنه أنه فوقه باعتبار أنه فوق جزء من أجزائه فلا إشكال

(إن رحمتي غلبت غضبي) إن يجوز فيها فتح الهمزة على أنها بدل من مفعول كتب المقدر والأصل كتب في كتابه شيئا أن رحمتي غلبت غضبي ويجوز فيها الكسر على حكاية المكتوب والمراد من رحمته تعالى هنا لازمها من إيصال الخير والمنافع والمراد من غضبه هنا كذلك لازمه من إيصال الإيلام والعذاب والمراد من الغلبة السبق لرواية إن رحمتي سبقت غضبي ولو تأملنا لوجدنا رحمته وخيره تعالى سابق لأي ابتلاء لأن الرحمة تفضل لا تحتاج سببا أما الغضب فهو متوقف على سابقة ما يوجبه وقيل المراد من الغلبة الكثرة والشمول ولو تدبرنا نعم الله وفضله ورحمته لآمنا بكثرتها عن الغضب بمئات المرات

-[فقه الحديث]-

عن بدء المخلوقات وأيها خلق أولا سأل ناس من أهل اليمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيما رواه البخاري كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض

فهذا صريح في أنه لم يكن شيء غيره تعالى لا الماء ولا العرش ولا غيرهما ومما هو ظاهر أن العرش والماء كانا مبدأ هذا العالم ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء فمعنى {وكان عرشه على الماء} أي بعد أن كان وحده ولا شيء معه ولما كان العطف بالواو بين الكتابة وبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015