في اللوح المحفوظ كل شيء وحفظ هذا اللوح عنده تعالى وفي خاصة ملكه عند عرشه لا يطلع عليه إنس ولا جن ولا ملك ومما كتب فيه إن رحمة الله تغمر مخلوقاته قبل غضبه وإن رحمة الله بخلقه أضعاف أضعاف غضبه عليهم لإساءتهم يخلقهم ويجحدونه يرزقهم فيأكلون خيره ويعبدون غيره ومع ذلك يستمر يرزقهم ويمنحهم النعم الكثيرة التي لا تحصى وحتى ذنوبهم تلحقها الرحمة فيعفو عنها فبرحمته خلق الخلق وبرحمته يحيون وبرحمته يموتون وبرحمته يبعثون وفي رحمته يخلدون

نسأل الرحمن الرحيم أن يديم علينا سحائب رحمته في الدنيا والآخرة

-[المباحث العربية]-

(كتاب بدء الخلق) الخلق بالمعنى الأسمى أي المخلوق ولكل مخلوق بدء لكن المراد بدء المخلوقات وأيها حصل أولا وأيها كان في البداية قبل غيرها

(لما قضى الله الخلق كتب في كتابه) يقال قضى بمعنى خلق ومنه قوله تعالى {فقضاهن سبع سماوات في يومين} ويقال قضى بمعنى حكم وأمضى، فالمعنى على الأول لما خلق الله وأوجد جنس المخلوقات في بعض أفراده كالماء أو العرش أو القلم والكتاب كتب كذا وكذا. والمعنى على الثاني لما قضى وحكم وقدر خلق الخلق كتب كذا وكذا. أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ كما صرح بذلك في بعض الأحاديث

(فهو عنده) الضمير هو يعود على كتابه وقوله فهو عنده قصد به الإشارة إلى كمال خفائه عن الخلق أي فالكتاب وأسراره عنده وحده ويجوز أن يعود الضمير على المكتوب المفهوم من كتب في كتابه أي فالمعلومات المكتوبة علمها عنده

(فوق العرش) استشكل بذكر كلمة فوق لما هو معلوم أن العرش لا يعلوه شيء وحاول بعضهم رفع الإشكال فزعم أن لفظ فوق زائدة مثلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015