أعطاه وإن لم يعط سخط على من لم يعطه فسبب الرضا عنده العطاء وسبب الغضب عنده المنع ولو كان لحكمة وللمصلحة فهو أسير المال وهو كالكلب يتبع العظم والسيد مثل هذا يستحق الدعاء عليه بدوام التعس لأنه ألغى عقله واستدبر شرع الله فلا يستحق الدعاء له مثل هذا المتخبط في ظلمات الجهل والخطيئة والمنتكس في سلوكه كمن يمشي على رأسه هو كمن يمشي على أشواك جدير أن يدعى عليه بعدم إخراج الأشواك من جسده ذلك الصنف الهالك يقابله صنف الفالحين الذين باعوا أموالهم لله وأنفقوها في سبيله واستوى عندهم الغنى والفقر وهانت عليهم الدنيا بمظاهرها ومناصبها يؤدون واجبهم وواجب الإسلام في أي موقع أخذوا بلجام خيلهم في الجهاد تركوا الزينة ونعيمها فشعت شعرهم وثار واغبرت أقدامهم وتربت إن وضعوا في مقدمة الجيش أدوا واجبهم وإن وضعوا في مؤخرة الجيش أدوا واجبهم لا يعنيهم اختلال الموازين عند الناس لا يعنيهم أن الجهلة عباد المصالح وأهل التزلف والنفاق لا يقدسونهم كما يقدسون أصحاب المناصب لا يعنيهم أن لا يؤذن لهم عند هؤلاء الناس إن استأذنوا عليهم لا يعنيهم أن يرفض السوقة والجهلة وعباد المال

شفاعتهم إن هم تشفعوا لأحد عندهم لا يعنيهم شيء من ذلك ما داموا مع ربهم شعارهم دعاء ربهم

. . . . . . .. . . . . . . . ... وليتك ترضى والأنام غضاب

إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب

-[المباحث العربية]-

(تعس عبد الدينار وعبد الدرهم) تعس بفتح التاء وكسر العين ويجوز فتحها ضد سعد تقول تعس فلان أي شقي وقيل التعس السقوط على الوجه وقيل أن يعثر فلا يفيق من عثرته وقيل هلك وعبد الدينار كناية عن اتباعه والذل من أجله والجري وراءه فكأنه لذلك خادمه وعبده قيل إنما خص العبد بالذكر ولم يقل مالك الدينار أو جامع الدينار لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015