يائه أو مجرد الإسهام والإعانة والمشاركة جمهور العلماء على الأول وأنه لا ينال مثل أجر الغازي إلا من جهزه وحده تجهيزا كاملا أما من أسهم فله أجر آخر دون هذا الأجر وكذلك من خلف الغازي في أهله بخير لا ينال هذا الأجر إلا إذا قام مستقلا بكفايتهم والقيام مقام الغازي فيهم أما من خلف بخير دون ذلك فله أجر آخر ليس هذا الأجر ويؤيد الجمهور رواية ابن ماجه وابن حبان وفيها من جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يجرح
وذهب قليل من العلماء أن المشارك في التجهيز والمسهم فيه له مثل أجر الغازي اعتمادا على فضل الله وكرمه وظاهر الأحاديث
المسألة الثانية هل هذا الحديث وأمثاله قصد به مماثلة الدال على الخير لفاعله في كمية الثواب أو في أصل الثواب والأجر ثم يزيد الفاعل جمهور العلماء على الأول على المماثلة في الثواب إذا خلصت النية كما بينا في الحديث السابق لأن صرف الخبر عن ظاهر المماثلة يحتاج إلى دليل
وقال بعض العلماء إن المماثلة في أصل الثواب أما التضعيف للحسنات إلى عشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة فهي للفاعل المباشر لأنه بذل المشقة بنفسه وفرق بين من يباشر مع النية الصادقة وبين من يدل على الخير بنية صادقة دون أن يباشر قال بعض المحققين إن هذه الدعوى لا تصلح هنا لأن الغازي لا يتأتى منه الغزو إلا بعد أن يكفي المؤنة لنفسه والحفظ لأهله فمن جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير باشر مشقة بنفسه أيضا بخلاف من دل على الخير فإن فاعله كان يمكن أن يفعله بدون دلالة الدال فالقول هنا بالمماثلة في الأجر وكميته أرجح فمعنى قوله فقد غزا أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقة
أما ما ورد في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وقال ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما وفي رواية مسلم ثم قال للقاعد وأيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له