وفرغه للجهاد وبدونه لم يكن ليخرج ولو خرج لم يكن متفرغا للقتال بل مشغول البال مما يؤثر ولا شك على سير المعركة

وبهذا التوجيه النبوي الحكيم من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا تترابط الأمة عند الشدائد ويقوم كل من أفرادها بدور إيجابي يتكامل به دور الآخر ويتحقق لها النصر في الخارج والأمن والاستقرار في الداخل

-[المباحث العربية]-

(من جهز غازيا) في الكلام مجاز المشارفة أي من جهز من يريد الغزو ويشارفه والتجهيز قد يراد منه الإعانة والمساعدة والإسهام وقد يراد منه تمام التجهيز من أوله إلى آخره ومن جهز يشمل من جهز غيره وقعد هو ومن جهز نفسه وغزا ومن جهز غيره وغزا فالتجهيز وحده له أجر الغزو وهو أعم من أن يكون بالمال أو بالسلاح أو بالدابة أو بها جميعا وبغيرها مما يحتاجه الغازي فالمقصود من هيأ للغازي أسباب خروجه المادية

(فقد غزا) أي فقد أشبه من غزا في تحصيل ثواب الغزو مع تساوي الأجر أو مع عدم التساوي كما سيأتي في فقه الحديث

(ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير) الجار والمجرور متعلق بـ غازيا أي غازيا في سبيل الله والمراد من يخلفه ويقوم مقامه في أهله من حيث المحافظة وقضاء المصالح وقيد بخير ضروري لأن من خلف مع القصور أو التقصير وعدم الخير ليس له هذا الجزاء

-[فقه الحديث]-

يثير هذا الحديث وأمثاله وجهتي نظر للعلماء في مسألتين الأولى هل المراد بالتجهيز وبالخلف في الأهل تمام التجهيز حتى يستقل من ألفه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015