بغزارة ودما منصوب على التمييز والجملة حالية والمراد من الدم هنا ما يشبه الدم وليس دما على الحقيقة

(اللون لون الدم) هذا هو الشبه مع السيولة أما بقية عناصره وأوصافه وحقيقته فهو ليس بدم

(والريح ريح المسك) في رواية والعرف بفتح العين وسكون الراء وهو الرائحة

-[فقه الحديث]-

ظاهر الحديث أن هذه الصورة من الثواب عامة في كل من جرح في معركة بين المسلمين والكفار سواء كان الجرح كبيرا أم صغيرا وسواء اندمل أو لم يندمل حتى مات وسواء كان السبب في موته واستشهاده أم لم يكن وأن هذه الصورة قصد بها تشريفه يوم القيامة بهذا الطابع المميز الشاهد بفضله وهذا لا يمنع أن يكون للشهداء طابع آخر غير سيلان الدم فيمكن أن يكون للمرء طابعان

ويؤيد هذا الرأي ما رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي وغيره من حديث معاذ بن جبل من جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغرز ما كانت

وخصصه بعض العلماء بمن يموت وجرحه يتفجر دما سواء مات بسببه أم بسبب آخر ووجهة نظره أنه إذا اندمل في الدنيا زال أثر الجراحة وسيلان الدم ولا ينفي ذلك أن يكون له فضل آخر بصورة أخرى وخصصه بعضهم بمن يموت بسبب الجرح اعتمادا على رواية ابن حبان في حديث معاذ المذكور عليه طابع الشهداء

واستدل بالحديث على أن الشهيد يدفن بدمائه وثيابه ولا يزال عنه الدم ليجيء يوم القيامة كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ورد هذا الاستدلال بأنه لا يلزم من غسل الدم في الدنيا أن لا يبعث كذلك قال الحافظ ابن حجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015