ستكتب له جهادا وأن موته في بيته بسبب جراحاته الحربية استشهاد بل يزيد هذا الاستشهاد بعلامة يراها أهل الموقف العظيم يعرفون منها أنه شهيد علامة يتمناها غير الشهداء المسك يفوح واللون الأحمر الشبيه بالدم يسيل لكنه لا ينفر منه البشر ولا يشمئزون منه فالصفات المنفرة في الدم غير موجودة نتن الدم وخبث ريحه بدل وأصبح كالمسك فما أكرم الشهداء على الله وما أطيب ريح جروحهم وما أعظم أجورهم فكيف يخاف الجرح في سبيل الله من آمن بتلك الحال وكيف يهاب الموت من آمن بوعد الله ومن أوفى بعهده من الله وذلك هو الفوز العظيم
-[المباحث العربية]-
(والذي نفسي بيده) أي روحي بقدرته وتحت تصرفه والقسم هنا لغرابة الخبر قصد تمكينه في نفس المخاطب مع غرابته
(لا يكلم أحد في سبيل الله) أي لا يجرح أحد المجاهدين والكلم بسكون اللام الجرح وبني الفعل يكلم للمجهول ولم يحدد الفاعل ليعم أي جارح مسلما كان أم كافرا والمراد من أحد المسلم المجاهد بدلالة المقام وأراد من سبيل الله هنا قتال الكفار بنية خالصة لما يأتي في الحديث التالي
(والله أعلم بمن يكلم في سبيله) جملة معترضة للتنبيه على أن الإخلاص وقصد وجه الله وقصد إعلاء كلمة الله شرط في نيل هذا الثواب والمفضل عليه في أعلم جميع المخلوقات أي أعلم من جميع المخلوقات ومن الشخص نفسه بماله ودرجة إخلاصه
(إلا جاء يوم القيامة) ليس المراد المجيء من مكان إلى مكان بل المراد إلا كان يوم القيامة ووجد بهذه الحالة في الموقف العظيم ليراه جميع الخلائق ويغبطونه
(وجرحه يثعب دما) بفتح الياء وسكون الثاء وفتح العين أي يجري