(ولا تفتر) أي ولا تكسل ولا تضعف
(وتصوم) أي النهار منذ يخرج المجاهد
(ولا تفطر) يوما من أيام غيابه عن أهله هذا هو المراد وليس المقصود الصيام دون إفطار في الليل مدة غيابه لأنه لطول المدة مستحيل غير مقدور عليه فلا يسأل عنه وفي الكلام ذكر للبداية وحذف للنهاية اعتمادا على المقام والأصل إذا خرج المجاهد إلى أن يرجع
(ومن يستطيع ذلك) استفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا يستطيع أحد ذلك وهذه الرواية أقوى في الدلالة على فضيلة الجهاد وعظمة أجره من رواية لا أستطيع ذلك
-[فقه الحديث]-
هذا الحديث وحديث عائشة في البخاري قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال لكن أفضل الجهاد حج مبرور وفي رواية جهادكن الحج هذان الحديثان صريحان في أن الجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله لكن يشكل عليهما حديث ابن مسعود في البخاري سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله فقد جعل هذا الحديث الجهاد بعد الصلاة وبعد بر الوالدين
وحديث ابن عباس مرفوعا ما العمل في أيام أفضل منه في هذه يعني أيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء وحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم أو يضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله