الجهاد ويتيح لها مشاركته في أجره فما هو البديل للرجال الذين لا يستطيعون الجهاد؟ هذا سائل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد ويساويه في الأجر والثواب فيقول صلى الله عليه وسلم لا أجده ولا أجد ما يسد مسد الجهاد ويعطي ثوابه لأنه لا يوجد العمل الذي يساوي بيع النفس والمال والأهل ويقف المعذور الذي حال حائل بينه وبين الجهاد آسفا يتحسر ويفتح له رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الأمل والعمل ويصور له أجر المجاهد ويقول له هل تستطيع أن تقضي المدة التي يقضيها المجاهد خارج داره صائما النهار قائما الليل صياما لا فطور فيه وقياما لا فتور فيه فيقول الرجل لا أستطيع ولا يستطيعه أحد فيقول فذلك مثل المجاهد
-[المباحث العربية]-
(دلني على عمل يعدل الجهاد) أي يساويه ويماثله في الأجر والجهاد في اللغة المشقة يقال جهدت جهادا أي بلغت المشقة وشرعا بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضا على مجاهدة النفس والشيطان والفساق فأما مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها وأما مجاهدة الشيطان فعلى دفع إغوائه وتزيينه وأما مجاهدة الفساق فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومجاهدة الكفار تكون باليد والقتال وتكون بالمال وتكون باللسان وتكون بالقلب والمراد هنا الأول
(لا أجده) أي لا أجد العمل الذي يعدل الجهاد في الأجر أي لا يوجد أصلا وليس المعنى أنه موجود ولا أحصل عليه
(أن تدخل مسجدك) الذي تصلي فيه فالإضافة لأدنى ملابسة
(فتقوم) أي فتقوم فيه الليل كله بالصلاة والذكر والدعاء بنشاط وقوة ويقظة