قال الحافظ ابن حجر في رفع إشكال الحديث الأول الذي يظهر أن تقديم الصلاة على الجهاد والبر لكونها لازمة للمكلف في كل أحيانه وتقديم البر على الجهاد لتوقفه على إذن الوالدين وقال في رفع إشكال الحديث الثاني يحتمل أن يكون عموم حديث لا أجد عملا يعدل الجهاد خص بحديث العمل في أيام العشر كأنه قال: لا أجده إلا أن يكون عمل صالح في أيام العشر قال: ويحتمل أن يكون فضل الجهاد في حديثنا وعدم وجود معادل له مخصوصا بمن خرج قاصدا المخاطرة بنفسه وماله فلم يرجع بشيء فمفهومه أن من رجع بذلك لا ينال الفضيلة المذكورة أ. هـ
وعندي أن الجهاد تختلف مراتبه وأحواله فدرجته حين دخول الكفار بلادنا غير درجته حين مهاجمتنا ديارهم ودرجته في العسر غير درجته في اليسر ودرجته مع وفرة عدد المسلمين وتفوقهم على أعدائهم غير درجته عند قلة المسلمين وكثرة عدد أعدائهم بل تختلف مراتبه بالنسبة للمجاهد نفسه فدرجته بالنسبة لشجاع يغرس الثقة في المسلمين ويدفعهم للنصر كخالد بن الوليد غير درجته بالنسبة لخائر النفس جبان فأحيانا وبالنسبة لفرد ما يكون الجهاد أفضل الأعمال على الإطلاق بعد الإيمان وأحيانا وبالنسبة لشخص ما تكون الصلاة في أوقاتها أفضل الأعمال على الإطلاق وأحيانا وفي بعض الظروف وبالنسبة لفرد يكون بر الوالدين مقدما على الجهاد وهكذا فاختلفت الأحاديث بالنسبة لتقديم بعض الأعمال على بعض مراعاة للظروف والملابسات
-[ويؤخذ من الحديث]-
1 - فضيلة الجهاد في سبيل الله وتعظيم أمره حتى صارت حالات المجاهد جلوسه ونومه وأكله وشربه معادلة لأجر المواظب على الصيام والقيام حتى إن فرس المجاهد كلما تحرك في حبله الذي يربط به وهو واقف في مكانه يكون للمجاهد بهذه الحركة أجر إذ يقول أبو هريرة أن فرس المجاهد ليستن في طوله أي يتحرك في حبله فيكتب له حسنات