الوالدان تأذيا ليس بالهين وقال وربما قيل طاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية ومخالفة أمرهما في ذلك عقوق

(وكان متكئا) الجملة حالية على تقدير قد عند من يوجبها في الجملة التي فعلها ماض مثبت إذا وقعت حالا

(ألا وقول الزور) فصل بين التعاطفات بحرف التنبيه تعظيما لشأن قول الزور وإضافة القول إلى الزور من إضافة الموصوف إلى صفته

-[فقه الحديث]-

إنما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اتكائه حينما أراد أن يحذر من قول الزور وكرره ثلاثا اهتماما به وتأكيدا لتحريمه وتعظيما لقبحه وليس ذلك لعظم قولة الزور بالنسبة إلى الإشراك والعقوق وإنما لكثرة المفاسد المترتبة على قول الزور والمتعدية إلى غير الشاهد وقول الزور أسهل وقوعا على الناس والتهاون به أكثر فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم والعقوق يصرف عنه الطبع وأما قول الزور فالحوامل عليه كثيرة كالعداوة والحسد وغيرهما فاحتاج إلى الاهتمام والمراد بقول الزور ما هو أعم من الشهادة فيشمل الكذب في المعاملات وقيل المراد به شهادة الزور خاصة ويؤيده ما رواه ابن ماجه من أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فلما انصرف قام قائما فقال عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ثلاث مرات ثم تلا قوله تعالى {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} فقد حمل صلى الله عليه وسلم قول الزور في الآية على شهادة الزور وإذا قلنا إن المراد من قول الزور الكذب فليس معنى ذلك أن أية كذبة كبيرة بل مراتب الكذب متفاوتة بحسب المكذوب عليه وبحسب المترتب على الكذب من المفاسد وإنما قال الصحابة ليته سكت شفقة عليه صلى الله عليه وسلم وكراهية لما يزعجه أو لما حصل لهم من الرعب والخوف من هذا المجلس وهذا التكرار وليس المراد من الاقتصار على ذكر هذه الثلاثة انحصار أكبر الكبائر فيها بل ذكرها لمناسبتها للسامعين في ذلك الوقت ولا يلزم من كون المذكورات أكبر الكبائر استواء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015