يمرون فلما رأوا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أقبل إليه اثنان منهم واستمر الثالث ذاهبا".
(فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الكلام مضاف محذوف، أي على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو "على" بمعنى "عند".
(فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة) "أما" حرف تفصيل، تجب الفاء في تلو تاليه "فرأى" و"الفرجة" بضم الفاء وفتحها هي الخلاء بين الشيئين و"الحلقة" بإسكان اللام وحكي فتحها، كل شيء مستدير خالي الوسط والجمع حلق بفتح الحاء واللام.
(وأما الآخر فجلس خلفهم) ضمير الجمع للحلقة باعتبار مكونيها من الصحابة.
(وأما الثالث فأدبر ذاهبا) "ذاهبا" حال مؤكدة، حيث إن المراد من الإدبار الذهاب، وقيل المراد من الإدبار هنا الإعراض عن المجلس، فذاهبا حال مؤسسة، وقيل معنى "ذاهبا" مستمرا في ذهابه، فتكون حالا مؤسسة أيضا
(فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من موضوع عظته ودرسه.
(ألا أخبركم عن النفر الثلاثة) "ألا" هي همزة الاستفهام الإنكاري بمعنى النفي، دخلت على "لا" النافية، ونفي النفي إثبات، فآل المعنى إلى: أخبركم عن النفر الثلاثة، وفائدتها على هذا التنبيه إلى أهمية ما بعدها. وفي الكلام مضاف محذوف، أي عن أحوال النفر الثلاثة.
(فأوى إلى الله فآواه الله) قال القرطبي: الرواية الصحيحة بقصر الأول ومد الثاني، وهو المشهور في اللغة، وفي القرآن {إذ أوى الفتية إلى الكهف} بالقصر و {وآويناهما إلى ربوة} بالمد، وحكي في اللغة القصر والمد معا فيهما. ومعنى "أوى إلى الله" لجأ إلى الله، أو في الكلام مضافان محذوفان أي لجأ أو انضم إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى "فآواه الله" أي جازاه بنظير فعله بأن ضمه إليه ورحمه ورضي عنه.