قدموني" فهل اللفظ الذي يصدر منها هو: يا ويلها بضمير الغائب؟ وأنها لنفورها من الويل لم تضفه إلى نفسها؟ أو اللفظ الذي يصدر منها هو يا ويلي بضمير المتكلم وكره النبي صلى الله عليه وسلم النطق به كذلك بعدا من توهم إضافته إلى نفسه أو هذا التغيير من الرواة آثروا الرواية بالمعنى تحاشيا لإضافة الويل للمتكلم الظاهر الثاني لرواية الصحيح "قال: يا ويلتاه؟ أين تذهبون بي"؟ والويل الهلاك والحزن ونداؤه على معنى يا حزن ويا هلاك احضر فهذا وقتك ويسمى في اللغة بالندبة
(أين تذهبون بها) هي تعرف أين يذهبون بها فالاستفهام للتهويل أي تذهبون بها إلى مقر هائل مخيف أو إنكاري بمعنى النفي بمعنى النهي أي لا تذهبوا بها
(يسمع صوتها كل شيء) من العقلاء ملائكة وجن؟ أو من العقلاء وغير العقلاء قولان
(ولو سمع الإنسان لصعق) بفتح الصاد وكسر العين أي لغشي عليه من شدة ما يسمعه
-[فقه الحديث]-
وضع البخاري هذا الحديث تحت باب حمل الرجال الجنازة دون النساء وتحت باب قول الميت وهو على الجنازة قدموني أما ما يتعلق بالباب الأول فقد قال ابن رشيد ليست الحجة من حديث الباب بظاهرة في منع النساء لأنه من الحكم المعلق على شرط وليس فيه أن لا يكون الواقع إلا ذلك ثم دافع ابن رشيد عن البخاري ورد عن استشكاله وأجاب بأن كلام الشارع كلما أمكن حمله على التشريع لا يحمل على مجرد الإخبار عن الواقع قال: ويؤيده العدول عن المشاكلة في الكلام حيث قال: إذا وضعت فاحتملها الرجال ولم يقل فاحتملت فلما قطع "احتملت" عن مشاكلة "وضعت" دل على قصد تخصيص الرجال بذلك اهـ
وإذا تجاوزنا قوة دلالة الحديث على منع النساء من حمل الجنازة أو