الوصول إلى قبره إن كان محسنا وكان نافرا من الوصول إلى قبره إن كان مسيئا فينادي الأول بصوت يسمعه جميع الخلائق إلا بني آدم يقول قدموني أسرعوا بي إني مشتاق وعجل للوصول إلى مقعدي وينادي الثاني بصوت يسمعه جميع الخلائق إلا بني آدم يقول أين تذهبون بي قفوا لا أحب الوصول يا للهول يا ويلتي يا هلاكي يستغيث ولا مغيث يتمنى ولات حين مناص
فليستحضر المؤمن هذا الموقف وهو في فسحة من أجله وليعمل في يومه لغده وليذكر ما كان يمكن أن يحصل له من الرعب والخوف إذا سمع صوت الميت لقد حجب الله هذا الصوت عن الإنسان رحمة به ورفقا وإبقاء عليه فقد يصعق من هول الموقف وقد يصاب بالذهول وقد يندفع نحو الطاعات إلجاء لا رغبة مما لا يتفق وهدف التكليف والتشريع فسبحان من خلق وعلم من خلق وما يصلحه وأرشده إلى طريق الهدى والرشاد
-[المباحث العربية]-
(إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال) الجنازة تطلق على الميت في سريره وقد تطلق على الميت وقد تطلق على السرير وهنا تحتمل نفس الميت باعتبار جثته ووضعها جعلها في السرير وتحتمل السرير والمراد وضعها على أعناق الرجال وعليه فجملة "واحتملها الرجال" تفسيرية والأول أولى لقوله بعد ذلك "فإن كانت صالحة قالت" فإن المراد به الميت ويؤيده رواية "إذا وضع المؤمن على سريره يقول قدموني" وعبر باحتملها بدل حملها لإفادة ما يصاحب الحمل من المشقة والتكلف
(على أعناقهم) الحمل يكون على الأكتاف لا على الأعناق ففي الكلام مضاف محذوف أي على أصول أعناقهم وهي أكتافهم
(قالت: قدموني) أي أسرعوا بي نحو قبري
(قالت: يا ويلها) مفروض العبارة: قالت: يا ويلي كما في "قالت