العرف ما نزل به من مكروه خاصة وهو المراد هنا والنصب هو التعب وزنا ومعنى و"من" قبله زائدة
(ولا وصب) أي مطلق مرض أو مرض ملازم
(ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم) الهم المكروه يلحق الإنسان بحسب ما يقصده والحزن بفتحتين أو بضم وسكون هو ما يلحقه بسبب حصول مكروه في الماضي وهما من أمراض الباطن والأذى ما يلحقه من تعدي الغير عليه والغم كما قال الكرماني يشمل جميع المكروهات لأنه إما بسبب ما يعرض للبدن أو النفس والأول إما بحيث أن يخرج الجسم عن المجرى الطبيعي فهو المرض وأما بحيث أن لا يخرجه فإن لوحظ فيه الغير فهو الأذى وإن لم يلاحظ وظهر فيه الانقباض والاغتمام بسبب ما يقصد مستقبلا فهو الغم أو في الماضي فهو الهم والحزن فذكر الغم ذكر عام بعد خاص
(حتى الشوكة) يجوز فيه الحركات الثلاث فالجر على معنى الغاية أي إلى الشوكة أو للعطف على لفظ (نصب) والرفع للعطف على محل (نصب) لأنه فاعل (يصيب) و (من) زائدة والنصب بتقدير عامل أي حتى وجدانه الشوكة
(يشاكها) بضم أوله أي يشوكه بها غيره وفيه وصل الفعل بالضمير بعد حذف حرف الجر لأن الأصل يشاك بها وفي معنى ذلك ما لو دخلت من غير إدخال والجملة في محل النصب على الحال
(إلا كفر الله بها من خطاياه) من تبعيضية وكفر من التكفير وهو التغطية والاستثناء مفرغ من عموم الأحوال فالجملة في محل النصب على الحال والتقدير ما يصيب المسلم غم في حال من الأحوال إلا في حال تكفير خطاياه أي إنما يصيب المسلم هذه الأمور مكفرة خطاياه والقصر قصر إضافي من قصر الموصوف على الصفة