يا بعيد الدار موصو ... لاً بقلبي ولساني
ربما أبعدك ال ... هر فنادتك الأماني
وقال المتنبي:
أوفى فكنتُ إِذا رميتُ بمقلتي ... بشراً رأيتُ أرقَّ من عبراتها
الهاء عائدة على المقلة أخذه من الديك في قوله:
أنا أوفى من المكاره من ... دمعي عليه أرقُ مِنْ خَدَّيْه
ما أن زاد على أن عكس المعنى شبه بشراتهن بعبراته وشبه الديك عبرته بخديه فالمعنى متساوٍ والسابق أولى به.
وقال المتنبي:
فكأنُها شجرٌ بدتْ لكنَّها ... شجرٌ جنيت المُرّ من ثَمراتها
نبهه على هذا المعنى وأشار إليه أبو نؤاس بقوله:
لا أذودُ الطير عن شجرٍ ... قد بلوتُ المرّ من ثمرِهْ
قال الحصني:
تخيروا شجراتٍ غير زاكيةٍ ... لقد جنى ثمر المكروه جانيها
هذه معانٍ مستحسنات في معانٍ مختلفات، أما أبو الطيب فإِنه شبه الظعن بالشجر ولكنه شجر حتى الموت من ثمراتها وأبو نؤاس يتذكر صنيع أحبابه