إليْكَ أبا العَبَّاس مِنْ خَير منْ مَشَى ... عَليها إمْتطْينا الحضْرِميّ المُلسَّنا
قلائِص لمْ تَعْرفْ حنيناً إلى طلا ... ولمْ تَدْرِ ما قرْعُ الفنيق ولا الهَنا
فأعرب بمخالفتها حال القلائص في عدم الحنين على الطلاء والجهل يقرع الفنيق وجاء به في أحسن كلام وأوضح نظام فهو أرجح لفظاً من أبي الطيب وأولى بما سبق إليه.
وقال المتنبي:
إلى فَتىً يُصْدِرُ الرّماحَ وَقَدْ ... أنْهلها في القُلُوبِ مَوْدِدُها
قال أبو الشيص في هذا المعنى:
فَأوردها بيضاً ظماء صدورها ... وأصْدرها بالمرِّ ألوانها حُمْرا
فاجتمع لأبي الشيص من التطبيق من الورد والصدر والبياض والحمرة والظمأ والريّ ما رجح به على عمرو بن كلثوم في قوله:
بأنّا نُورد الراياتِ بيضاً ... ونُصدرُهنّ حُمْراً قَدْ رَوينا
فزاد أبو الشيص بالظمأ والريّ عليه فاستوفى أقسامه وجوّد نظامه فهو أولى بما قال ممن لم يتفق له فصار أبو الشيص أولى بما قال: وقال المتنبي:
لَهُ أيادٍ إليَّ قَدْ سَلَفَتْ ... أعَدُّ مِنْها وَلا أُعدّدُها
ملح في قوله أعد منها ولا أعددها، وقد جاء بهذا في قصيدة أخرى فشرح وأوضح: