سنين، وإن كنت لا أبيت ليلة إلا وأنا أظن أن السد هالك فيها. فارسل عمرو إلى أهل مأرب ومن حولهم: إني متخذ وليمة يوم كذا، فاحضروني وسمى لهم يوماً، فحضروه لم يتخلف عنه أحد، ونحر مائة من الابل، وأتخذ طعاماً كثيرا، وقال لابنه ثعلبة " وكان أكبر ولده " كن قريباً مني، ونازعني بعض القول، ومهما نالك اليوم مني من القول أو فعل فلينلني منك مثله، فلما أكل الناس وشربوا، نازعه قولا فزاد فيه، فشتمه، فرد عليه، فلطمه فوثب به ولطمه، فصاح واذلاه!! يوم فخري ومجدي يلطم وجهي! فوثب الناس الى ثعلبة فأخذوه 29 وقالوا أقتله أيها الملك، قال: لا، ولكني سأحرمه كل خير مني، ثم حاف لا أقام بأرض لطم فيها، وليبيعن ماله بمأرب أجمع.
فقال بعض الناس إنه إن تم على قوله ظفرتم بما لا يملك أحد مثله، وإلا رددتم عليه، فكانت يدا لكم عنده، فأشتروا منه ماله عن آخره، وقبض ثمنه وخرب السد، وأصابته سنون مجدبة، يقال " والله أعلم " أنها السبع الشدائد التي كانت في عهد يوسف عليه السلام فقالت طريفة اليوم أخصكم البيان من كان ذا هم بعيد، ومراد جديد، وحمل شديد، فليلحق بقصر عُمان المشيد، فسار فيهم قوم الى عمان منهم أزد عمان. ومن كان يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فسار إليها عمرو أبن عامر الملك، فولده بها