فان أبها لا يرى إن واحداً ... بكفو لها إلا المتوج من فهر
فزوجتها الحجاج لا متكارها ... ولا راغبا عنه ونعم أخو الصهر
اتيت سروري أذ أردت مساءتي ... وقد يحسن الانسان من حيث لا يدري27
فان كان ذا عار فقد جئت مثله ... وإن كان ذا فخرا فلا تتركن شكري
فاشار الى إن الخليفة متوج فادعوا في شعارهم لبس التاج لقوم لم يلبسوه ثم تجاوزوا الى وصف المعدوم الذي لم يكن له حقيقة بصفات الموجود المشاهد كدعوى الفرزدق إن تاج قومه يلتهب التهابا ودعوى الاخر إن تاج مالك بن عوف النصري يأتلق أئتلاقا. وكأنهم قالوا: إن غير شيء يلتهب لحسنه التهابا ويأتلق أئتلاقا ثم أدعوا ذلك للخلفاء الذين لا يستجيزون ولا يستحلونه بل يرونه في دينهم بدعة وعلى شرفهم منقصة ويرون أعاظم من كان يلبس التيجان على الحقيقة من ملوك العجم وغيرهم من سائر الامم غير مقارب لهم في شرفهم ولا لاحق