وما ذاك؟ قالوا بنو عبس تسير معنا أو ترسل جندك معنا فتغير عليهم ففعل ذلك. فأغاروا عليهم بالفروق فهزمتهم بنو عبس جميعا وجمعوا أموالهم وذراريهم منهم ولم يكن للملك وجنده وبني سعد يد بهم مع غرتهم وكونهم في غير أرضهم ومع مجاورتهم فيهم وضعفهم عقيب ما كانوا فيه من الحروب المتواترة وهم يومئذ بصفة الفلّ المهزوم ففي ذلك يقول عنترة:
ونحن منعنا بالفروق نساءنا ... نديت عنها مسبلاتٍ غواشيا
تفاديهم أستاه نيب تجمعت ... على رمة مثل الرماح تفاديا
وبعث الجون أبنيه حسان ومعاوية وقيل عمرو ومعاوية في جيوشه مع لقيط بن زرارة على بني عامر يوم جبلة وقد جمع لهم لقيط الجموع وصار أيضاً الى النعمان بن المنذر فبعث معه جيشه وعليهم أبن أخيه لامه حسان بن وبره بن رومانس الكلبي فهزمتهم بنوا عامر وأسر عوف بن الاحوص حسان الجون وأسر طفيل بن170 مالك بن جعفر معاوية بن الجون ثم إن عوفا جز ناصية أسيره حسان بن الجون وأطلقه فكان يسير فيهم آمنا فلقيه رجل من بني عبس فقتله لما كان من غزو أبيه لهم يوم الفروق مع بني سعد بن زيد مناة فنازعتهم فيه عوف. وقال قتلتم جاري وكادت الحرب أن تقع بينهم فأشترى قيس بن زهير أخاه معاوية بت الجون من طفيل بن مالك بألف بعير ودفعه الى الى عوف عوضا عن حسان. فروي أن عوفا أطلقه وقيل