جوعته، ولم يخرج اليه متنزها ولا متفرجا. ثم إنه لفعله ذلك حمل سويدا لفقره وضره وسوء حاله على الهجوم عليه وقتل بالبكر الذي عقره فنكأ بعقره قلبه، وأخراجه حتى هجم عليه بالقتل، ثم تكتم قتله ولا يظهر ويدعي إنه مات، ومضى عليه السنون ويهلك أبوه ويملك أخوه ثم لا يظهر أمر قتله الا من جهة عدو لبني دارم نمي اليه خبره فرفعه الى 166 أخيه يريد كيدهم عنده لا للتقرب اليه. فلينظر ناظر في أحوال هذا الملك أبن الملك أخي الملوك الثلاثة كيف حمله الجوع على ما أتلف به نفسه، فأين كانت مطابخه وصناديق طعامه التي يجد مثلها أمثال الناس وسوقتهم ويستصحبونها في متصيداتهم وأسفارهم فكيف الملوك! ثم يرشقه أعرابي بالنبل حتى يقتله، فأين كان خواصه وجنده ومواليه وحشمه المحدقون به الممانعون عنه حتى تتلف أنفسهم دونه؟ ثم أين كانت أمواله التي يهب منها لسويد أمثال بكره فيرضيه بما قد قتل؟ أين البريد الذي يركض الى أبيه بقتله؟ وأين النجب والمهاري التي تذهب اليه مسرعة مبادرة بذكر مصابه؟ وأين الخدم والموالي والحشم الذين ينصرفون الى أهله بعد هلاكه؟ وأين الخيول التي تحدق لاجله؟ وأين المها الابل التي تعقره على قبره كما كان يفعل أكثر سوق العرب؟ فكيف الملوك وأين لداته وأترابه الذين يؤنسونه ويصحبونه كما يكون مع ولد رؤساء الناس وأمثالهم؟ فكيف ملوك فيوضح أحدهم كيفية الحال في هلاكه. وقد قنعنا من هذا كله بمولى كان يكون يكون معه يأتي أباه بخبر قتله محققاً على جليته ويستغنى به عن الشك به عن الشك والتهمة ولا يمكن قاتليه ستر أمره وطي خبرة وأدعاء موته حتى يظهر ذلك من قبل أعدائهم بعد دهر طويل، فأن خبره هذا الملك الوحيد المنفرد المسكين المقتول ضيعه ببكر قيمته عشرون درهما أنما أنطوى عن