ويرمي بالنوى منه. فقال له قباذ: هلا أكلت كما نأكل ولم ترم من الرطب شيئاً؟ فقال: عشت الدهر مخلدا أنما تأكل النوى نعامنا فضحك. ولم تكن هذه المداعبة من قباذ للمنذر الا لما كان يراه عليه من العادات البدويه وظهور أثارها عليه. وقد قدم ذكر أجتماع خالد بن جعفر والحارث بن ظالم عند النعمان وأخيه الاسود وهو يأكل تمرا على نطع فأكلا معه. وذكر في الحكاية إن الحارث لما أغار على إبل النعمان تعلق الراعي بلقحة منها، وقال هذه لقحة لصبوح الملك.
وروي إن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي نزل في بعض الاحيان بأهله على الفرات في موضع العباسية اليوم - وأنما سميت العباسية في الاسلام لانها كانت للعباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان - ثم إن الحارث غزا وخلف أهله في المكان، فخالفه النعمان بن هبولة اللخمي رجل من أهل البيت الملك فنهب أمواله وأخذ أمرأته هند بنت ظالم بن وهب بن معاوي الكندي - وانما سميت هند الهنود لجمالها - وهي أخت ماوية ذات القرطين يتمثل بهما، فيقال قرطا ماوية فدخل بها وبالمال الحيرة. وقفل الحارث عن غزاته فمر بسدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة في أناء غرله وقد ندّ منها بعير، فوثب سدوس فأخذ بيده فاقتعده فبرك البعير فقال له الحارث: يا سدوس لو كنتم تقتعدون الرجال كما تقتعدون الجمال لكنتم