خندف، ولم يطفئ نار الحرب بينهم إلا الإسلام، ولم يكن بينهم في فجار الرجل وفجار الفرد وفجار المرأة إلا وقعة وقعة، فلأجل ذلك سمي فجار اللطيمة، الفجار الأكبر. وكان سببه حاجة النعمان آلنا من يخفر لطيمة من العرب فكان ذلك نتيجة خفارة عروة لها. وفي مقابلة ذلك إن الحاج اجتمعوا بمدينة السلام في سنة خمس وتسعين وأربعمائة وقد تعذر عليهم المسير إلى مكة - حرسها الله تعالى - لعوارض اتفقت فأمر مولانا أمير المؤمنين المستظهر بالله - غفر الله له - سيف الدولة بتسييرهم وبرز التوقيع الأسمى باليد العالية يأمره بذلك وعول فيه عليه، والسقيم مقاليد أمورهم إليه، فندب الأمير المرهف أبا المقلد حميد بن المقلد الأسدي العمري، وأمره بإجارتهم على العرب أجمعين، فسار بهم حتى أوردهم مكة حرسها الله تعالى. وصدر بهم حتى أناخوا بالكوفة، لم يرزأ أحد منهم بنقير، ولا لزم له خطام بعير، ولعله قد كان قطار من قطر بعض الأماثل من الحاج بعدة العير التي كانت تحمل لطيمة النعمان.

والثالث امرئ القيس والمعلىّ والسموأل

أن امرأ القيس بن حجر الكندي خاف المنذر بن ماء السماء ذا القرنيين ملك العراق، والحارث بن أبي شمر ملك الشام فاستجار منهما بالمعلىّ التغلبي أحد بني تيم بن غسان بن سعد بن زهير بن جشم الأرقم، وقومه نافلة فيه في جديلة طيء فطلبه الملكان معاً فمنعه المعلىّ فأرسل المنذر جيشه إليه يطلبوه فردهم غير ظافرين، ثم أرسل الحارث بن أبي شمر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015