إن النعمان بن المنذر جهز لطيمة على عكاظ، وقيل كانت لكسرى منفذة آلنا اليمن، فطلب لها خفيراً يجيرها على العرب، فقال له البراض بن قيس بن رافع الكناني أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة ثم أحد بني جدي بن ضمرة بن بكر من رهط عمرو بن أمية الضمري الصحابي أحد العدائين - رحمه الله - وكان مقيماً عنده قد خلعه قومه لكثرة جناياته: أنا أجيزها على بني كنانة. فقال النعمان: أُريد من يجيزها على أهل نجد، فقال له عروة أرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب: أنا أجيزها. فقال له البراض أتجيزها على بني كنانة وأهل تهامة يا عروة؟. فقال: نعم، أجيزها على الناس كلهم، أفكلب خليع يجيزها؟ يعني بذلك البراض ثم سار بها عروة وسار البراض معه، وهو لا يعلم بما في نفسه حتى إذا كانا بأرض أوارة بالقرب من فدك ووادي تيمن وذي ظلال وثب البراض بعروة فقتله وأستاق العير آلنا أرض كنانة، فأكلها هو وقومه، وقال يفتخر بذلك:
نقمت على المرء الكلابي فخرةً ... وكنت قديماً لا أقر فخارا
علوت بحد السيف مفرق رأسه ... فاسمع أهل الواديين خوارا
جششتُ به ضياع بطن أوارة ... فأثني علىَّ ما حييت أوارا