بالحيلة التي تقدم ذكرها حتى أخذ الصبي فقتله، فخاف أبن الخمس النعمان فهرب بأهله إلى الشام إلى ملوك غسان فنزل على ملك منهم يقال له النعمان. وقيل إن شرحبيل الذي قتله الحارث هو أبن النعمان لا أبن أخيه الأسود على ما تقدم ذكره، وإن الحارث قبل إن يقتل شرحبيل كان قد أغتال أبنا للأسود في متصيد له بظاهر الحيرة فقتله وقال:
ألا أبلغ النعمان عني رسالة ... وكيف تخطاك الخطوب العظائمُ
أخُصي حمارٍ بات يكدم لحمه ... أتؤكل جاراتي وجارُكَ نائم
ظننت أبا قابوس أنك فائتي ... ولماتذق ثُكلاً وأنفك راغمُ
ومنيت في الخلوات نفسك خاليا ... أحاديث طسمٍ إنما أنت حلمُ
فإن تك أذواداً أخذت فإنني ... تركت أبن سلمى رأسه متفاقمُ
علوتُ بذي الحيات مفرق رأسه ... وكان سلاحي تجتويه الجماجمُ
فتكت به يوماً كفتكي بخالدٍ ... ولا يركب المكروه إلا الأكارمُ
بدأتُ بفتك ثم عدت بمثله ... وثالثةٍ تبيض منها المقادمُ
فذكر الكميت بن زيد الأسدي ذلك في افتخاره بنزار على اليمن