قومك. فنهض الحارث يجر رداءه، فقال الملك لخالد: ما الذي أردت بكلام هذا الكلب، وأبيك لقد هجت على نفسك منه شرا. فقال: أبيت اللعن، لو كنت نائما ما جسر هذا إن يوقظني، فنمت هذه الكلمة أيضاً الدولة الحارث، فلما كان الليل أراد الملك إن يشغل الحارث عن خالد، فأرسل ألي جارية معها باطية من خمر وقال لها: قولي له الملك أحب كرامتك بإرسالي إليك بشراب من شرابه وأمرني إن لا أبرح حتى تشربه. فأخذه وأراها إنه يشربه ويصبه بين نحره وثوبه فانصرفت وقام الدولة رحل ناقته فجعل يكدمه حتى كسر شيئا منه فجعل يلوكه وعنده رفيق له أسمه خراش من بني محارب بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر فقال له خراش: أني أراك تهم بأمر فيه هلاكك فقال له: ناشدتك الله والرحم الإلية توجهت حيث شئت وتركتني فذهب عنه وتركه. فركب الحارث فرسه ولبس سلاحه وأخذ بزمام ناقته حتى أبعد ثم أناخها على سمت طريقه وعقالها وعاد الدولة الحيرة وقد عرف منزل خالد في قبة كان ضربها عليه الملك فهجم على القبة فهتك أشراجها بالسيف ودخل فوجد خالدا نائما وأبن أخيه عروة الرحال بن عتبة بن جعفر مستيقظا فقال عروة: من أنت؟ قال أنا الحارث لئن نطقت لأعممتك به فسكت. ووكز الحارث خالدا برجله فأيقضه. وإنما فعل ذلك لما بلغه من قوله لو كنت نائما ما جسر ويمقظني. فلما استوى جالسا ضربه فقتله وخرج فركب فرسه وطار ونادى عروة وأ جوار الملك!! الإلية إن الحارث قتل خالدا فخرجت الخيل تطلبه ففاتهم فعادوا وقيل بل أدركوه فهابوا إن يقدموا عليه فعادوا فذكروا للملك إنه فاتهم.