أبلهم فتبعوه وأمهلوه حتى أتعب ثم لحقوه فهزموه وقتلوا عسكره، وغنموا ما فيه ففي ذلك يقول أرقم بن مطرود رجل منهم:
نحن سقينا بالنجير النعمان ... كأساً من الشربان والذيفان
ويقول رجل منهم: ونحن على النجيرة قد صببنا على النعمان مرداة طحونا ومن أحاديثهم معهم:
أن النعمان أيضاً جمع كتائبه فجهزها إلى بني عامر وبعث على العسكر أخاه لامه وبرة بن رمانس الكلبي، وأستنجد أيضاً بقبائل من معد فضمها إليهم، وكأن فيمن أستنجده ضرار بن عمرو والرديم الكلبي وحبيش بن الدلف الضبي أحد بني السيد، وكان ضرار يومئذ شيخا كبيرا، وكان معه بنون تسعة كلهم قد شهد الحرب، فاقبل وبرة بن رومانس بهذا الجموع بعد تفرق الناس من عكاظ يريد بني عامر، وكانوا قد أنذروا به فأستعدوا للقائه فلما التقوا حمل يزيد بن عمرو الصعق، وكان قصيرا على وبرة بن رومانس وكان جسيما فاعتنقه فأخذه، وحمل عامر بن مالك ملاعب الآسنة على ضرار140 بن عمرو الضبي فطعنه وعليه درعان فسقط عن فرسه فلحق به بنوه حتى ركب، ثم فعل به ذلك ثانية وثالثة حتى طعنه طعنات يسقط بكل طعنه منها عن فرسه ثم يمنعه بنوه حتى يركب، ثم ناداه بعد ذلك: ويلك أحلني على رجل كريم فو الله لئن لم تفعل لأموتن أو لتموتن، فاستوثق منه، وأشار إلى الجيش لبن الدلف. فحمل عليه فأخذه عن فرسه أخذاً فلما كشف عن وجهه ازدراه، وكان حبيش أسود ذميما، فقال عامر: