المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى بن حارثة سيدنا وصاحب حربنا. فقال المثنى: أعجبني قولك وحلا في صدري وإن الحق وإن كان فيهم التجهم أحمد عاقبة من إبطائك العشواء والتملق غير أنا قد نزلنا بين هذين الصيرين. وقال النبي (: وما هذان الصيران؟ فقال: اليمامة والسماوة وأرض العرب وطفوف الريف وانهار كسرى وبلاد فارس على أخر عهد أخذه علينا كسرى لا نحدث حدثاً ولا نؤوي محدثاً، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك وإن كان الحق فإن أحببت أن نمنعك وننصرك على العرب فعلنا فإن عذر صاحبهم مقبول ودينه مغفور وإن ذنب العرب عند كسرى وفارس غير مغفور وعذرهم غير مقبول. فقال رسول الله (: ما أسأتم الرد إذاً أفصحتم بالصدق إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه في جميع جوانبه ثم قال لهم: أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيراً حتى يوطئكم الله بلادهم ويمنحكم أموالهم ويفرشكم بساطهم أتسبحون الله وتقدسونه وتحمدونه؟ فقال النعمان بن شريك: اللهم إن ذلك لك. ثم نهض (وهو يقرأ (يا أيها النبي آنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً الأعشى الله بإذنه وسراجاً منير) ، قال علي عليه السلام: ثم التفت إلي الرسول (وقال: يا علي، قلت لبيك، قال: أي أحلام في العرب يدفع الله بها بأس بعضهم عن بعض، وبها يتجاورون في الحياة الدنيا؟ فأراد الله سبحانه تصديق قول رسول الله (، وتحقيق تلك