فقطع الفرات ونزل قصر مقاتل، فأتاه أياس بن قبيضة الطائي - وهو يومئذ عامله بالحيرة بعد النعمان - فلامه وقال له: ما هذا! أيسمع عنك إن أمه من الامم كرّتك حتى سرت اليها بنفسك، نحن نكفيك ما تريد، فاجعل مخرجك هذا الى الصيد والفرجة وعد الى مكانك، فقال له النعمان: إنه بلغني إن القوم أخوالك وما أنت بمناصحي من أمرهم، وكانت أم أياس ربعية وهو القائل:
فما ولدتني حاصن ربعية ... لئن أنا مالأت الهوى في أتباعها
- في أبيات له قد ذكرت في الحماسة - فيتصل اليه من ذلك. وقدم عليه النعمان أبن زرعة التغلبي فقال له: دعهم أيها الملك حتى يقيظوا، فإنهم إذا قاظوا تساقطوا على ماء لهم يعرف بذي قار كما يتساقط الفراش في النار، والنعمان هذا هو النعمان بن زرعة بن هرمي بن السفاح وأسم السفاح سلمة، وانما سمي السفاح لانه سفح ما كان في أسقية قومه بني تغلب من الماء يوم الكلاب الاول، وقال: إن شئتم فبادروا فاغلبوا على الماء، الا فموتوا عطشا. وهو مختلف في نسبه مطعون فيه، فيقال هو السفاح بن خالد بن كعب بن زهير بن تيم أسامة بن مالك بن الارقم بن كعب بن بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، هذا قول من نسبه في تغلب. ومن