هم عطفوا على النعمان حتى ... اتاه بعطف ذي التاج البشير
فجازوه بنعماه عليهم ... غداة له الخورنق والسدير
ثم أقام النعمان سنة يرى نفسه سوقه، وماله تحيف، وإنعامه لا تروح عليه كما تسرح. فقالت له امرأته المتجردة: إن هذا العيش لا يصلح لك فعد إلى صاحبك فاعتذر إليه، فاتى بني شيبان بذي قار فنزل على هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود بن عامر بن عمرو المزدلف بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وكان منيعاً فأجاره، وقال قد لزمني ذمامك وأنا مانعك ما بقي من عشيرتي الادنين رجل واحد، وإن كان ذلك غي مانعك بل هو مهلكي ومهلكك، وعندي رأي إن شئت سمعته. قال ما هو فأشار عليه بمثل ما أشارت عليه المتجردة، وقال له: إن الموت نازل بكل أحد، وكل أمر يجمل بالمرء إلى إن يصير سوقه بعد إن كان ملكاً فعد إلى صاحبك والق نفسك بين يديه، فإن صفح عنك عدت ملكاً، ولئن أصابك فلأن تموت كريماً خير لك من إن تتلعب بك ذؤبان العرب، وتأكل مالك فتعيش فقيراً أو تقتل ذليلاً مقهوراً، فقال هذا وأبيك الرأي فما أصنع بحرمي؟ قال هن عندي وفي ذمتي لا يخلص إليهن حتى يخلص إلى بناتي. فاختار خيلا وجوهراً وظرفاً وعصباً واقطاً وسمناً وحمل ذلك هدية إلى كسرى وكتب يعتذر إليه ويقول أنني قادم، فكتب إليه وقبل هديته وعاد رسوله فاخبره بأنه ما رأى له عنده شراً، فترك عند هانئ بن قبيصة ماله وسلاحه وأهله وأبنتيه هندا