شوبين المدائم ويجد هرمز حياُ فيعقد التاج على رأسه، ويصير نفسه الفرمانداد الاعظم، ويكتب عن هرمز إلى قيصر: إن أبني ودعارا معه وثبوا علي فسملوا عيني. وهربوا اليكن فيشدنا قيصر وثاقاً ويبعث بنا إليه فعرف أبرويز إنهما يريدان قتل أبيه فحذهما ذلك وتبرأ منه فلم يقبلا، وعادا مسرعين فدخلا على هرمز فخنقاه بمقود وقيل بوتر ولحقا بابرويز، فلما قدم أبرويز على قيصر أنجده باخيه كاووس في عساكر كثيرة من الروم. وعاد فحارب بهرام شوبين وقهره وهزمه وأستقر له أمر ملكه، وأتاه حسان بن حنظلة فوصله وأكرمه وأقطعه ضياعاً بحظرنية، فكان أول عربي أقطع في السواد. وأقر النعمان على عمله على غم في صدره عليه. فلما بلغه جوابه عن النساء هاج حقده الاول فامسك عنه مديدة، ثم كتب إليه كتاباً نسخنه: " بسم الله الرحمن الرحيم والي الرحمة، من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر إن أقدم فأن للملك اليك حاجة ". فحمل وأهله وماله وأصبح راحلا فلحق بجبلي طي لصهر كان بينه وبينهم وكان عنده منهم امرأتان فرعة بنت سعد بن حارث بن لأم وزينب بنت أوس بن حارثة بن لأم، فلما أتاهم خافوا أن يجبره، فيغزوهم كسرى فمنعوه من دخول الجبلين وقالوا: تنحَّ عنا فلولا صهرك لقتلناك، فانصرف عنا راشداً إلى حيث شئت. فجعل يتنزل القبائل فلم يجره أحد إلا بنو عبس، فانه كانت له اليهم يد من أيام عمه عمرو بن هند، وذلك إن عمرو بن هند كان قد أسر مروان بن زنباع