فقالت لها: أني أرى حتفك على يد غلام غير أمين وهو عمرو بن عدي لو تعلمين يكون حتفك بيدك لا بيده لكنه من قبله وبسببه. فدعت الزباء رجلا مصورا حاذقا فجهزته وقالت له آت عمرو بن عدي فكن في حشمه وخالطهم ووابشهم ثم صوره لي قائما وقاعدا وماشيا وراكبا ومتلبسا ومتفضلا على سائر أحواله فإذا أحكمت ذلك فأتني به ففعل فكانت صورته عندها تكثر النظر اليها وكانت شديدة التحرز منه. فقال قصير لعمرو: أجدع أنفي وأضرب ظهري ودعني وإياها. فقال: ما أنا بفاعل ذلك ولا أنت بمستحق له مني. فقال: خل عني وخلاك الذم فذهبت مثلا فقال أنت أبصر فجدع أنفه وأثر بظهره فقيل: لامر ما جدع قصير أنفه وفيه يقول المتلمس:
ففي طلب الأوتار ما حز أنفه ... قصير وخاض الموت بالسيف بيهس
كقصير ما إن رأى غير إن جد ... ع أشرافه لشكر قصير
وقال في كلمة أخرى:
ومن حذر المعاير والمخازي ... وهن المنديات لمن منينا