وكان لهم عمال على أطراف البلاد من العراق إلى البحرين حكم كل واحد منهم مع من بازائه من العرب في حمايته من البلاد لما يليه مثل هذا الحكم وكان في العرب من يدين لهم ويعطيهم الإتاوة وفيهم من يواثقهم ويهادنهم ولا يدين لهم وفيهم اللقاح من لا يدين لهم ولا يواثقهم فكانوا يسمون هؤلاء لقاحا يقولون حي لقاح إذا لم يكونوا في دين الملك ولا بينهم وبينه ميثاق.
قال عمرو بن حوط بن سلمى بن هرمي بن رياح اليربوعي:
لعمر أبيك والأنبياء تنمي ... لنعم الحي في الجلى رياح
أبو دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى الحرب أشاحوا
وهو مأخوذ من قولهم لقحت الحرب بين القوم. 114 ومثل قول أبي زمعة الأسود بن المطلب بن أسد عبد العزى بن قصي لقريش لما أتاهم أبن عمه عثمان بن الحويرث بن أسد بكتاب قيصر ليملكوه على مكة: إلا إن قريش لقاح لا تملك. فكانت الملوك لا تزال تغازي اللقاح من العرب ويغزونهم وبينهم القتل والسبي والآسر والنهب ونصب الحرب على سبيل التكافي والمماثلة.
وكان أسد بن خزيمة وغطفان بن سعد حلفاء وكانوا لا يعرفون في العرب إلا بالحليفتين وكانوا لقاحا لملوك آل نصر ولا يديونهم لهم ولا ينوهم لقوتهم وكانوا على ذلك إلى أخر أيام النعمان الأصغر. ولذلك قال زهير في حصن بن حذيفة بن بدر: