عنهم وهى أمرهم حتى يخافوا أهل الحيرة على أنفسهم فكيف غيرهم من العرب كحال المنذر بن ماء السماء حين تأخر عنه مدد قباذ بن فيروز وسارت إليه بكر بن وائل مع الحارث بن عمرو الكندي فلم يكن له بهم طاقة فخرج هاربا عن الحيرة إلى هيت فكان هناك حتى صلح أمره وقد تقدم ذكر ذلك.
وكان كل من قربت أرضه من العرب من العراق يحتاج إلى الميرة ودخول البلاد للكيل فيطيعونهم لهذا السبب عند حاجتهم إليه م كانت العرب أيضاً لا تخلو في ذات بينها من الدماء والحروب والمغاورة فيما يليهم وما منهم حي إلا يغازي حيا أخر وهذا موجود بينهم إلى اليوم فيقتل بعضهم بعضا وينهب بعضهم مال بعض وكانت الحل تزيد على ما هي بينهم ألان بالسبي لأنهم كانوا يسبون النساء في الجاهلية وكان الملك إذا أراد غزوة حي من العرب أستمال أعدائهم عليهم واستضافهم إلى نفسه ومن معه من أجناد الحيرة المذكورين وأستنجد بقوم على قوم وضرب بعضهم ببعض وكانت العرب تتخذهم لذلك مجمعا يجتمعون عليهم للغزو والمغانم ولما في نفوس بعضهم على بعض من الأحقاد والذحول فكانوا إذا دعوهم إلى الغزو واجتمعوا عليهم فكثروا طلبا للغنائم والأطماع حتى تبلغ عدتهم كل مبلغ فإذا قفلوا تفرقت العرب إلى ديارهم ولم يبق معهم غير أهل الحيرة خاصة.