اللحم فقال: شاة ماتت أمها فارضعتها بلبن 105 كلبة. فأتاهم فقال قصوا علي قصتكم فاخبروه باختلافهم فيما ترك أبوهم، فقال: إن القبة الحمراء وما أشبهها من الادم لمضر، فصار له الذهب والابل، وقضى بالخيل الدهم والخباء الاسود وما أشبهها لربيعة، وقضى بالخادم والشمطاء، وما أشبهها لاياد، فصارت له الخيل والبلق والبقر والماشية، وقضى لأنمار بالحمار وما أشبهه فصارت له الارض والدراهم. ثم سألهم عن معرفتهم بشأنه وبشأن اللحم والخمر فقال مضر: أما الخمرة فوجدت في رأسي منها ما لم أكن أعهده من غيرها، فعلمت إن ذلك من أسباب الموت وإن كرمتها نبتت على قبر وقال ربيعة: وأما اللحمة فأني وجدت فيه خبث ريح لم أكن أعرفها من اللحوم فعرفت إنه مغذو بلبن كلبة، وقال: وأما أنت فإني رايتك تبدأ بالسب من لم يسبك، فعلمت إن ذلك لا يكون إلا من خبث ولادة، فانصرفوا من عنده وأقتسموا مال أبيهم على ما قضى به بينهم، وكانت الرئاسة عليهم لمضر وهو القيم فيهم مقام أبيه.
وكان مضر بن نزار وصي أبيه، والقائم بامر قومه بعده، والحافظ لشرفهم وله الرئاسة عليهم غير مدافع، وهو واخوه ربيعة الكريمان الصريحان من ولد أسماعيل عليه السلام، وهما سلفا معد وغارا معد قال الفرزدق: