يدل على ذلك ما تقدم من ذكر حمل أروميا وبرخيا عليهما السلام معد بن عدنان لما غزا بخت نصر العرب، وبخت نصر كان بعد موسى عليه السلام بما شاء من الزمان، والاشبه بالصحيح إن تكون شكوى بني إسرائيل من بني معد الى بعض أنبيائهم الذين كانوا في ذلك العصر فسبحان العالم بكل شيء.
وكان نزار بن معد وصي أبيه بوصيته دون غيره من ولده، ولما رآه من104 صلاحه وسؤدده وتفرس فيه من نجابته، وأوصى أخوته بطاعته وأمرهم بأكرامهم وتسويده. وكان القيم بأمرهم بعده، والمحافظ على شرفهم. وفي ولد نزار الشرف على ولد أعمامهم جميعا بفضل أبيهم ورئاسته. وروي إن أخوته شكوا اليه من ظلم عدوهم، وما ينالهم من جورهم، فقال: أركضوا عليهم بسم الله، فأطاعوه لما كان أبوهم أوصاهم به من طاعته ولزوم أمره وكانوا فيما روي سبعة، وقيل عشرة فركضوا على عدوهم، وظفروا فعجب الناس لذلك وحسدوهم على ظفرهم، وندم بنو معد على ما صنعوا، فقالوا لأخيهم نزار: إننا أطعناك لما كان أبونا أوصانا به من طاعتك، فركضنا على عدونا وقد جنينا مما جنينا، ونحن سبعة فمن لنا بعدونا؟ فقال: يا قوم أما كنتم تسمعون أباكم يقول في خطبته: أتقوا الله فأن في التقوى العز الاكبر، وأشكروه فان في الشكر المزيد، وأعلموا إن الله سبحانه إذا أراد بقوم خيراً وفقهم لطاعته، وإذا عصوه سلط عليهم من يذلهم، ثم يزيليهم عن معصيته. وهم