من شعرائهم لا تحصى كثره.
وأخبرنا الحسن بن محمد عن أبيه عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب الانباري عن أحمد بن أبراهيم العمي عن عبد العزيز بن يحيى بن زيد الباهلي عن سليمان بن رفاعة عن مكحول، قال: أغار الضحاك بن معد على بني إسرائيل في أربعين رجلا من بني معد عليهم درائع الصوف، خاطمي خيولهم بحبال الليف، فقتلوا وسبوا، فقالت بنو إسرائيل: يا موسى إن بني معد أغاروا علينا وأنت بيننا، فادع الله عليهم، فتوضأ موسى عليه السلام وصلى ثم قال: يا رب إن بني معد أغاروا على بني إسرائيل فقتلوا وسبوا، فسألوني إن أدعوك عليهم، فأوحى الله اليه: لا تدع عليهم فانهم عبادي، وأنهم ينتهون عند أول أمري وإن فيهم نبيا أحبه وأحب أمته، قال: يا رب وما بلغ من محبتك له؟ قال: أغفر أه ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال: يا رب فما بلغ من محبتك لامته؟ قال: موضع نبيهم مني. قال يا رب فاجعلني منهم، قال تقدمت وأستأخروا.
وروى أحمد بن أبراهيم العمي بإسناد أخر أيضاً قال لما بلغ بنو معد عشرين رجلا أغاروا على عسكر موسى عليه السلام، فدعا عليهم فلم يجب، ثم أغاروا فدعا عليهم فلم يجب صلاص مرات، فقال: يا رب دعوتك على قوم فلم تجبني فيهم بشيء قال يا موسى: دعوتني على قوم هم خيرتي في أخر الزمان. جاءت هذه الاخبار هكذا وفي التقدير والله أعلم إن موسى عليه السلام كان قبل معد بن عدنان وأنهما لم يتعاصرا، ومما