عيلان، فلم تزل كلب واليمن يشددون ذلك الحلف ومالأهم عليه خالد بن يزيد بن معاويه خلافا لبني مروان، وقصدا لتوهين ملكهم، وتفريق أجماعة أهل الشام عنهم حتى كثر المنتسبون من قضاعة الى حمير، ثم لم يستحكم ذلك حتى كانت غزوة مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية، فأظهر العصيبة والتحامل على كلب، ووقع بين كلب وقيس في فرس لكلب سبق فرساً لقيس شرَّ. فأرادت قيس إن تحول بين كلب وفرسهم، فعظم الامر بينهم حتى زحف بعضهم الى بعض، وأستبان لكلب ميل مسلمة وتحامله، وجساءتهم اليمن فاظهروا لهم الغضب، ورجعوا معهم وأرادوا بذلك أستمالتهم فأنصرفت كلب من غزوة القسطنطينية، وهي بأسرها تنتسب الى مالك بن حمير وتنتفى من معد. وقال شاعرهم عطاف بن شعفره من بطن منهم يقال لهم بنو بكر أبن أبي سود بن زيد الله بن رفيده بن ثور بن كلب:
يا أيها الداعي أدعنا وأبشر ... نحن بنو الشيخ اليماني الازهر
قضاعة بن مالك بن حمير ... النسب المعروف غير المنكر
قال نصر بن مزروع: فلم تزل قضاعة بعد غزوة القسطنطينية الى اليوم مختلفين في أنسابهم، الا إن أهل العلم منهم، والتقوى والسباقة في الاسلام لم يستحسنوا قط، ولم يستحلوا إن ينتفوا من أبيهم معد بن عدنان، ثم كان خالد بن عبد الله القسري حين ولي العراق بعد ذلك يعين على فساد نسب قضاعة، وأفسد نسب بجيله أيضاً وأعطى ذلك الأموال وأطمع أهل الطمع من قضاعة وبجيله. وكان ممن أنتفى من الشعراء