لا هُمّ ربّ البلد المحرّم ... اجعل فداه مائة تقسم
ولا تر مكة الغداة بالدم
فخرجت على الأبل فقال: قد رضي ربك. فقال: ما أنصفت ربي إن القداح تخطئ وتصيب ولكني مفيض ثلاثا. فافاض ثلاثا فخرجت على الأبل فنحرها وقال الأبه:
الحمد لله العلي الأولي ... اجاب دعواتي وكان المبتلي
حتى تدوركت ولم ترمل
فهذا ما روي من حديث الذبيح الثاني عبد الله بن عبد المطلب، وهو مما يقوي إن أسماعيل عليه السلام هو الذبيح الأول لقولهم: إن رسول الله (قال: أنا أبن الذبيحين. وإن كان الغناء وقع بدليل القرآن عن الأستدلال بغيره.
وكانت العرب في الجاهلية تعرف لولد أسماعيل عليه السلام شرف نسبهم ولا ينكرون فضلهم، وكان ولد أسماعيل عليه السلام يفخرون بفضلهم في النسب على غيرهم من العرب. فمن ذلك ما أخبرنا به محمد بن هبة الله بن جعفر أجازة عن أبن البّراج عن علي بن الحسين العلوي عن أبي عبد الله المرزباني عن أبي بكر بن دريد عن أبن أبي رياش عن أبيه أبي رياش أحمد بن أبي هاشم قال: لما قتل قيس بن زهير مالك بن بدر بأخيه مالك بن زهير في حرب الرهان بين أبني بغيض قال: الأن قرت عيني حين باء مالك بمالك، اليوم أنتصفنا من قومنا فان كفوا كففنا، وقال أبياتا يعرض فيها يذكر البقية والصلح منها قوله100:
عسى إن نعود بأحلامنا ... ونترك ما ها هنا أجمع