فصرعها في الموضع وجزرها فجاء غراب أعصم فوقع على فرثها ودمها وقيل كان بين أساف ونائلة فشرع في حفرها فصعد عليه فنذر إن أنبطها الله على يدهو وأعانه عليها إن يذبح أحد ولده. وحفر فوجد سيوف وغزالا من ذهب مقرطا وحلية فلما رأت قريش ذلك قالوا له: أخذنا من هذا المال. فقال: إنه لبيت الله عز وجل. فأخذ المال فحلى به الكعبة وجعل السيوف صفائح على بابها. وقال فيه خويلد بن أسد بن عبد العزى يمدحه:
اقول وما قولي عليهم بسبة ... اليك أبن سلمى أنت حافر زمزم
سقلية أبراهيم يوم أبن هاجر ... وركضة جبريل على عهد آدم
ومما روي في أسماء زمزم والله سبحانه أعلم: زمزم وهمزة جبريل عليه السلام وركضة أسماعيل عليه السلام وحفيرة عبد المطلب ويره وشراب الأبرار والسقيا وشراب من سغب وشفاء من سقم والمنسوبة.
ومما روي في أسماء مكة حرسها الله والله سبحانه أعلم: مكة وبكة وطيبة الكبرى وأم القرى وأياسة وأم حرم كانوا أذا نزلوا بها رحموا والبيت العتيق وصلاح وبنية أبراهيم عليه السلام وكوثى والكعبة وحرم الله وبيت الله. فلما فرغ عبد المطلب من حفر زمزم