والحرم، ويغلبهم على السدانة كما غلب صوفة على الأجازة.
وروى أبو بشر العمي عن محمد بن الحسن قال حدثنا علي بن الزبير عن أبراهيم بن المنذر عن محمد بن عمر الراسبي عن عمارة بن عبد الله بن عبيس الديلي عن جوبه بن عبيد بن شيبان بن أبي شيبان عن نوفل بن معاوية الديلي أحد بني الدئيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال: كنا وخزاعة مع قصي لنصره ونحن نظن إنه أنما يريد منع صوفة الأجازة فلما ظهر عليهم ندمت خزاعة وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وعلموا إنه سيفعل بهم كما فعل بصوفة، وإنه سيحول بين خزاعة وأمر مكة والحرم، ويدفعهم عن السدانة والحجابة كما دفع صوفة عن الأجازة فأنحازوا عنه فنابذهم، وأجمع لحربهم وثبت معه أخوه لامه رزاح بن ربيعة القضاعي، ومعه ثلاثة أخوة له من أبيه من غير أمه وأم قصي، فاقتتلوا حتى كثرت القتلا ثم تداعوا الى الصلح، وإن يحكم بينهم رجل من العرب، فحكموا يعمر بن عوف فحكم بينهم بما حكم، وقال: لقد قرّش قوما شريفة أحسابهم غالية دماؤهم فكل دم أصابته منهم خزاعة فهو معقول، وكل دم أصابوه من خزاعة مطلول، فصار الحرم وولايته وسدانة البيت وحمايته لقصي وقومه، وصارت خزاعة جيرانا بأسفل الوادي، فقيل تقرشت قريش وأنخزعت خزاعة.
فلما أستولى قصي على الحرم جمع قومه فقال لهم: هل لكم إن تصبحوا بأهلكم في الحرم فلا تستحل العرب قتالكم فيه، ولا يستطيعون أخراجكم