أجابه من يحج إلى يوم القيامة وكان أول من أجابه أهل اليمن ثم إنه حج هو وأهله وولده فمن زعم إن إسحاق هو الذبيح، فمن هاهنا كان ذبحه. فلما كان يوم التروية، قال له جبريل عليه السلام: تروه من الماء فسمية التروية ثم أتى به منى فأبانه بها، ثم غدا به إلى عرفات، فضرب خباءه بنمره دون عرفه، فبنا بها مسجد أبراهيم عليه السلام حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حتى يصلي الأمام يوم عرفة، فصلى بها الظهر والعصر ثم غدا إلى عرفات، فقال: هذه عرفات فاعرفها فسميت عرفة، ثم أفاض إلى المزدلفة لانه أزدلف به، ثم قام إلى المشعر الحرام، فامره الله إن يذبح أبنه وقد رأى فيه شمائله وأخلاقه، وأسر ما كان اليه. فلما أصبح أفاظ من المشعر إلى منى، فقال لأمه: زوري البيت وأحتبسي الغلام. فقال: يا بني هات الحمار والسكين حتى نقرب القربان. قال صاحب الحديث: قالت للرامي ما عني بالحمار والسكين، قال: أراد إن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه. قال: وجاء الغلام بالحمار والسكين وقال: يا أبة أين القربان؟ قال: ربك يعلم أين هو يا بني أنت والله هو، إن الله قد أمرني بذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال: (يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) قال: فلما عزم على الذبح قال له: يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي. فقال: يا بني الوثاق مع الذبح لا والله لا أجمعهما عليك اليوم. قال: فطرح له قرطان الحمار ثم أضجعه اليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه، فاقبل شيخ فقال: ما تريد من هذا الغلام؟ قال: أريد إن أذبحه، قال: