فيما مدحوهم به، فقالوا: أبن ماء المزن أيضاً.
اخبرنا محمد بن هبة الله بن جعفر أجازة عن محمد بن الحسن بن علي عن علي بن الحسين العلوي عن المرزباني عن الصولي عن أبن دريد عن عمه عن أبيه عن هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه قال: كان عبد الجن بن أعيا بن الحارث بن معاوية الكندي جد أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل سيداً حليماً جواداً، رحالاً إلى الملوك، فكاكاً للاسرى، وكان خطيباً مصلقاً. وشاعراً مفلقاً، فاغار ميسر للمنذر بن أمرئ القيس جد النعمان بن المنذر، وهو المنذر بن ماء السماء على بني يربوع، فاستخف نعما وسبياً، وأسر رجالاً منهم رجلان من بني قادح النار من كندة كانا في بني يربوع، فطال عناء الكنديين، ولم يكن لهما إلى الملك وسيلة ولا بالحيرة فضيلة، فلما طال عليهما البلاء قال رجل منهم شعراً حمله بعض المختلفين إلى الحيرة من أهل دومة الجندل وهو:
إلى الله أشكوا لا إلى الناس نكبة ... رمانا بها صرف الزمان فاوجعا
عناة يعنينا الحديد ودوننا ... اشم الذرئ صعب على من تطلعا
وأخضر صراف على جنباته ... صفائح أيدي القين فيهن أصبعا
يقول لنا السجان أذ طال حبسنا ... ونحن من الحداد مرأى ومسمعا
اما لكما فيمن يرى الله وافد ... يسوق فداء أو يقول فينفعنا
فقالنا أبن أعيا لا نؤمَّل غيره ... فقال فاياه فنادوا ليسمعا
فذاك أمرؤ جم العوارف ماجد ... وأحر به إن لا يخيب من دعا