تبرأ حتى تتنصر فمال ليه دون اليعقوبية وقبل قوله وعزم على التنصر ثم خاف كسرى فقال لشمعون إني لا أجسر على ذلك إلا بعد إذن كسرى قال: فاكتب إليه فأستأذنه فعساه أن يأذن لك. فكتب النعمان إلى كسرى يخبره بمرضه ويعلمه بما قيل له من إنه لا يبرأ حتى يتنصر وقال: فاحببت أسصلاع ما عند الملك في ذلك ورأيه فإن أذن لي في ذلك وأختار وأرتضى ما كتب به دخلت فيه وإن أباه كنت أشد إباءً له. وأرسل بالكتاب مع عمرو بن عمرو بن قيس بن الحارث من بني بقيله وكان عاقلاً أديباً وأمره أن يحسن التلطف له عند كسرى في عرضه. فعرض عمرو بن عمرو كتاب النعمان على79 كسرى وأحين التلطف له حتى كتب له الجواب بالاذن.
وكتب جوابه له وصل كتابك وفهمت ما ذكرت في حال مرضك وأمراض مختلفة عرضت عليه فإنك لم تجد لمرضك دواء غير الدخول في المعمودي فاستطلعت رأيي وأحببت موافقة هواي لانك لم تحب إن تعمل شيئاً من أمرك إلا عن إذني وحسن موقع ذلك مني إذ كنت قدمت رأيي في دينك فاني أرجو أن تقدمه لذلك في دنياك وقد أذنت لك في الدخول في النصرانية وإن تختار لنفسك ما رضيت من الدين فإن دخولك في النصرانية وغيرها من الاديان المتقرب بها إلى الاله العظيم ليس مما ينقص عندي من منزلتك ولا يغيرك عن حالتك بل ذلك زائد لك عني في الكرامة إذ التمست من الدين ما لم يكن عليه أحد من العرب قبلك وقد أصبت ووفقت فأمض لما تريد فإن لك عندي المزيد.
فلما وصل الجواب إلى النعمان بعث من ساعته إلى شمعون فأتاه مثاما